كيف تُفَسِّر تفوق طالب في تخصص معين في الجامعة بعد أن كان معدله الدراسي متوسط أو ربما ضعيف ونجح بشق الأنفس في الثانوية. وآخر كان متفوقا في جميع مراحل دراسته وتراجع مستواه في الجامعة.
بالطبع
يتفوق من يستطيع التعرف على نفسه وشخصيته.. ويختار الاختصاص الذي ينسجم معه.
الخطوة الرابعة: " تعرف على نفسك وشخصيتك"
رياضيات.
علوم. كيمياء. تاريخ. جغرافية. فنون. لغات. موسيقى.... ووووو إلخ. تنوع اعتاد
الطالب على دراسته خلال السنوات الماضية أحب بعضها وكره أخرى. استمتع بإحداها
وأجبر على معظمها. ولكن استطاع تقبل بعض المقررات المتناقضة مع ما يحب بفضل وجود
مواد شغوف بها وهكذا مرت المراحل التعليمية السابقة.
إنه
لم يعتد على التمركز في مجال معين. والانغماس فيه دون سواه " كما هو الحال في
المرحلة الجامعية". إذا تلاءم مع شخصيته أبدع فيه. وإذا لم ينسجم مع تفاصيله
أحبط وتراجع وربما فشل. مهما كان متفوقا. وهذا ما يفسر تفوق طالب في تخصص معين في
الجامعة بعد أن كان معدله الدراسي متوسط أو ربما ضعيف ونجح بشق الأنفس في الثانوية.
وآخر كان متفوقا وتراجع مستواه في الجامعة.
والآن
إليك الخطوة الرابعة نحو اختيار صحيح للجامعة:
تعرف
على نفسك وشخصيتك.
يقسم " جون هولاند" الشخصية إلى ستة
أنماط.، وكل نمط يقابله بيئة مهنية تأخذ الاسم نفسه
وتتطابق مع صفات النمط نفسه، وكل فرد يمتلك هذه الأنماط الشخصية الستّة بدرجات
متفاوتة ومتمايزة، إلا أنه يتميز بأحدها بدرجة أكبر.
أنماط
الشخصية:
1- النمط الواقعي
الأشخاص
هنا يتعاملون مع البيئة بطريقة موضوعية، وملموسة أو محسوسة.
لا
يحبون الأنشطة والأهداف التي تتطلب الذاتية، أو تتطلب استخدام المهارات الاجتماعية،
أو الذكاء، أو القدرات الفنية.
يوصفون
بأنهم غير اجتماعيون، مستقرين، انفعاليين، ماديين، يتسمون بأنهم ذكوريون أو
مسترجلون.
يفضلون
المهن الزراعية، والتقنية، والهندسية والميكانيكية وما شابهها.
يحبون
الأنشطة التي تتطلب مهارات حركية، أو استخدام آلات وأجهزة وأدوات.
(الرياضيين،
الحرفيين، أعمال الورش وغيرها) إذاً مهام محسوسة وملموسة، ليست مجردة.
تفاعل
اجتماعي ضعيف، أحياناً يعبر عن هذا النمط أو التوجه بالحركي.
ويقابله:
البيئة الواقعية
الأنشطة
هنا حسية جسمية، تتطلب مهارات ميكانيكية ومثابرة، وحركة جسمية، حد أدنى من
المهارات الاجتماعية، مثل: محطة بنزين، ميكانيكا، مزرعة، شركة بناء، محل حلاقة،
سباكة، تشغيل آلات.. الخ.
العمل
مع الآلات، الجرارات، السيارات، الطائرات، هندسة، وغيرها. العمل في البيئة
الطبيعية النباتات والحيوانات. بيطرة تنظيم حدائق. تحليل التربة.
2- النمط العقلي أو الذهني أو الفكري.
الأفراد هنا يتفاعلون مع البيئة عن طريق استخدام
الذكاء والتفكير المجرد، واستخدام الأفكار والكلمات والرموز، يفضلون مهن علمية،
مهام نظرية، قراءة، جبر، لغات أجنبية، أشياء إبداعية مثل الأدب والموسيقى وغيرها (أشياء
مجردة)
يحاولون
تجنب المواقف الاجتماعية، يرون أنفسهم بأنهم غير اجتماعيون، ذكوريون أو مسترجلون،
مثابرون، أكاديميون، منطويين ويحبون العزلة.
انجازهم
يكون في المجالات العلمية والأكاديمية. والغالب لا يصلحون لوظائف القيادة.
ويقابلها:
البيئة العقلية الذهنية الفكرية
تتطلب
استخدام القدرات المجردة والإبداعية، بدلاً من المدركات الشخصية الحسية، الأداء المرضي
يتطلب الذكاء والتخيل.
الإنجاز
يتطلب وقت طويل لرؤية النتائج. المشاكل تحل باستخدام القدرات والوسائل العقلية.
العمل
مع الأفكار والأشياء وليس مع الناس، أمثلة على أماكن العمل: مختبر بحوث أو مركز
بحوث، مكتبة، مجموعة بحث، بيئة العلماء والفلاسفة.
3- النمط الفني
الأفراد
هنا يتفاعلون مع البيئة عن طريق الخلق والإبداع الفني، ويعتمدون على انطباعاتهم وتخيلاتهم
الذاتية في البحث عن الحلول للمشاكل.
يفضلون
المهن الموسيقية، الأدبية، الثقافية، والأنشطة الشبيهة بها والتي تتطلب إبداعاً.
لا
يحبون الأنشطة الرجولية أو الأدوار الذكورية مثل إصلاح السيارات، أو الأنشطة
الرياضية.
يعبرون
عن أنفسهم عن طريق الفن والإبداع.
يرون
بأنهم غير اجتماعيون، انثويون، خاضعين أو مطيعين، استبطانيين، حساسين، مرنين،
مندفعين، مستقلين، منبسطين، خياليين، أحياناً يعبر بهذا النمط بالجمالي.
ويقابلها:
البيئة الفنية
تتطلب
الاستخدام الإبداعي للأشكال الأدبية، استخدام المعرفة، الحدس، العاطفة، الاعتماد
على معايير ذاتية وشخصية للحكم على المعلومات.
العمل
يتطلب التزام عميق طويل المدى، أمثلة على أماكن العمل: مسرح، استديو فن، مركز فنون،
استديو موسيقى، قسم الموسيقى، بيئة الفنانين والموسيقيين والممثلين والرسامين.
4- النمط الاجتماعي
الأفراد هنا يتفاعلون مع البيئة عن طريق استخدام
مهارات التعامل مع الآخرين، يعرفون بمهاراتهم الاجتماعية وحاجتهم للتفاعل
الاجتماعي.
يفضلون
الوظائف التربوية، والعلاجية، والدينية. يفضلون الأنشطة الدينية، والحكومية،
والخدمات الاجتماعية، الموسيقى، القراءة، الاهتمام بالمشكلات الاجتماعية، والابتعاد
عن المهارات الجسمية، أو المشكلات العقلية المعقدة.
يرون
أنفسهم كاجتماعيين، مرنين، مرحين، محافظين، مسؤولين، منجزين، ومتقبلين لذواتهم،
أحيانا يعبر عن هذا النمط أو التوجه بـ (المساند Supportive).
ويقابلها:
البيئة الاجتماعية
تتطلب
القدرة على تعديل وتفسير السلوك الإنساني، ورغبة في الاهتمام والتعامل مع الآخرين.
العمل
يتطلب علاقات شخصية متكررة وطويلة الأمد، مخاطر العمل الرئيسية مخاطر انفعالية وعاطفية.
مثل: صف في مدرسة، قاعة محاضرات في جامعة، مكاتب إرشاد، مستشفى للصحة النفسية،
مكاتب للدعوة والإرشاد الديني، مكاتب تعليمية أو مراكز الاستجمام والترويح: بيئة
المدرس، الأخصائي الاجتماعي أو النفسي، الموجه والمرشد المهني... الخ.
5ـ النمط المغامر
الأفراد
هنا يتفاعلون مع البيئة عن طريق ممارسة أنشطة تسمح لهم بالتعبير عن المغامرة،
السيطرة، الحماس، والاندفاعية.
يوصفون
بأنهم قادرين على الإقناع، لديهم قدرة لفظية، انبساطيين، واثقين بأنفسهم، متقبلين لذواتهم،
جريئين، استعراضيين، يفضلون مهن فيها بيع، وإشراف، أو قيادة تشبع حاجتهم للسيطرة
والحصول على الاعتراف وإظهار القوة.
أحيانا
يعبر عن هذا النمط بـ (الإقناعي).
ويقابلها:
البيئة المغامرة
تتطلب
مهارات لفظية لتوجيه أو إقناع الآخرين. العمل يتطلب توجيه أو تخطيط الأنشطة التي
يقوم بها الآخرين أو التحكم فيها. رغبة في التعامل مع الآخرين ولكن على مستوى سطحي
مقارنة بالبيئة الاجتماعية. مثال: مكتب عقار، مكان بيع سيارات، شركة دعاية وإعلان،
إدارة مبيعات، إدارة أعمال.. الخ. بيئة السياسيين ومدراء الأعمال ورجال المبيعات ورجال
القانون والمحاماة.
6ـ النمط التقليدي
الأفراد هنا يتفاعلون مع البيئة عن طريق اختبار
الأنشطة التي تؤدي إلى الاستحسان الاجتماعي.
طريقتهم
في التعامل مع المواقف روتينية وتقليدية وصحيحة يعطون انطباع حسن بكونهم مرتبين،
اجتماعيين ومحافظين.
يفضلون
الأنشطة السكرتارية والتنظيمية، ويضعون قيمة عالية على الأمور الاقتصادية.
يرون
أنفسهم بأنهم غير مرنين، مستقرين، ولديهم استعداد حسابي ورياضي (من الرياضيات)
أكثر من استعداد لفظي.
يميلون
إلى الروتين وينفذون الأنظمة والقواعد والتعليمات، يعملون مع أصحاب السلطة والنفوذ،
يفضلون المهام والوظائف الواضحة التي ليس فيها غموض.
ويقابلها: البيئة التقليدية
تتطلب تعامل منتظم وروتيني ومحسوس مع المعلومات
اللفظية والرياضية والأرقام، مهام متكررة وقصيرة المدى، وبإتباع إجراءات واضحة،
تتطلب مهارات اجتماعية قليلة حيث أن العمل مع تجهيزات وأدوات المكاتب. مثال: شركة
محاسبة، مكتب بريد، غرفة ملفات، مكتب عمل، سكرتارية، استقبال، صراف بنك.. الخ.
بيئة
يغلب عليها الاهتمام بالقواعد والأنظمة والتعليمات والروتين
•
وقد بين هولاند المزاوجة بين الأشخاص والبيئات يساعدنا على توقع عدد من النتائج
تشمل الاختيار المهني والاستقرار المهني والتحصيل والانجاز والأداء الإبداعي الخلاق
والقابلية للتأثير.
ويفترض أن الأفراد سيكونون سعداء ومنتجين في
البيئات المهنية المناسبة لشخصياتهم. وغير سعداء ولا منتجين
في البيئات الغير مناسبة لشخصياتهم.
وأخيرا،
فإن أهم أسرار نجاح الطالب في الجامعة وانسجامه معها كمنهج تعليمي وتخصصي. هو
توافقا ما سيتعلمه فيها مع شخصيته لأنه منذ هذه اللحظة سيتعمق في تخصص محدد
ومقررات شديدة التخصص والتمركز حول محاور معينة تخدم هذا الفرع أو ذاك. وعدم
انسجام المواد ومتطلبات الفرع الجامعي وخبراته مع شخصية الطالب سيخلق تناقض داخلي
ينعكس على أداءه الدراسي أولا والوظيفي المهني مستقبلا. لأنه سيفشل في توظيف
خبراته ومعلوماته في المجالات العملية المناسبة. وبالتالي سيؤثر على فاعلية دوره
الاجتماعي المنتج.
وسنكمل معاً بخطوات ثابتة على سلم المستقبل وامتلاك قمم
الإبداع.
فكونوا مع " ذاكرة قلم - هبة القهوجي"
وشاركونا آرائكم وخبراتكم واقتراحاتكم.
لمساعدتك على اختيار التخصص الجامعي المناسب.
يمكنكِ طلب استشارة مباشرة مع الأستاذة " هبة القهوجي "
من خلال اتصل بنا
أو الاتصال عبر WhatsApp
لمعرفة تفاصيل حول كيفية حجز وتثبيت الاستشارة، وطريقة الدفع اضغط هنا
احصل على كتب وإصدارات الكاتبة والمؤلفة: هبة القهوجي
من خلال اتصل بنا.
أو الاتصال عبر WhatsApp
أو زيارة قسم " كتب وإصدارات" والتعرف على وكلاء التوزيع
اقرأ أيضاً:
1- لماذا نفشل في تحديد التخصص الجامعي المناسب
2- التخلص من القيد النفسي للمفاضلة الجامعية
3- فرز الاختصاصات الجامعية المتاحة والاستفسار عنها
6- الربط بين القدرات العقلية للطالب وشخصيته