عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياءً مِن العذراء في خدرها.
فهل الخجل
عيب؟ وهل يفترض أن يكون الخجول ذو شخصية ضعيفة أو مهزوزة؟
بالطبع لا.
فلصاحب الشخصية الخجولة ميزات كثيرة. وما يحتاجه هو بعض المهارات التي تساعده على
الموازنة بين حيائه. وسلوكه الواثق المتمكن.
الشخصية الخجولة
كيف أتعامل مع صديقي الخجول؟
كيف أميز هل ابني خجول أم ضعيف
الشخصية؟
كيف أساعد موظف عندي لديه خبرة ولكنه شديد
الخجل وهذا يؤثر على أدائه الوظيفي؟
الخجول يوصف بأنه:
يتحدث بشكل نادر جداً. وقد يرتبك
ويتلعثم وتبدو عباراته غير منظمة.
يحمر وجهه، ويهرب بنظراته بعيداً عن
محدثه. تتسرع دقات قلبه. يشعر بالبرد أو يزداد تعرقه..
لا يفرض نفسه أبدا.. ويفضل العزلة
والانطواء على نفسه.. فهو يشعر بحالة من الخوف والحرج.. والتوتر والضيق لوجوده وسط
جماعة. فيلجأ للانكماش ولصمت خاصة في اللقاء الأول.
يستحي من طلب شيئاً ما من أحد. شديد
الحساسية..
- يحرص دائماً على أن يكون في خلفية
الصورة بعيداً عن الأضواء..
- لا يظهر اختلافه مع الآخرين في وجهات
النظر. ويفضل عدم إبداء رأيه
ميزات الخجول الإيجابية:
- متواضع يبتعد عن المدح ويفضل التقليل من التفاخر أو إظهار سماته.
- الميل نحو التفكير مرارا وتكرارا قبل الإسراع في فعل شيء ما. وهذا
التصرف يمكن أن يكون مفيدا عند اتخاذ الكثير من قرارات الحياة، وذلك من أجل تجنب
وقوع المخاطر وتحقيق الأهداف طويلة الأجل.
- مستمع متعاطف. يستريح الآخرون له ويفتحون له قلوبهم.
- يمارس الأشخاص الخجولون تأثيرا مهدئا على من هم أكثر توترا، ويشعرون
بالراحة والاطمئنان والودية معهم. وبالرغم من الاضطرابات الداخلية التي يشعر الخجولون
بها، إلا أن سلوكهم الظاهري هو الهدوء والسكينة، وهذا يكون له تأثير إيجابي على
المحيطين بهم.
- القدرة على تخطي العوائق، والصبر والتحمل والتغلب على المشاعر
الصعبة.
- ولأن الخجول لا يحبذ العلاقات الكثيرة ويجد صعوبة في التواصل
الاجتماعي. فإنه يكون صداقات قليلة ولكنها عميقة.
ولكن كيف يمكن مساعدة الخجول؟؟
* في بداية لقائك معه لا تلح عليه
بالكلام. اترك له مساحة ليسترخي ويطمئن لك. ويعتاد على الجو العام.
* ابدأ الحديث معه من خلال التعرف عليه.
وجه له أسئلة مغلقة في البداية مثلاً: ماذا تدرس؟ ماذا تعمل؟. ثم توسع شيئاً فشيئاً
نحو الأسئلة المفتوحة مثلاً: ما رأيك باستخدام أسلوب الترهيب في تربية الابن؟ أو.
كيف تستطيع تنظيم وقتك أثناء الامتحان؟.
* اختر المواضيع التي تعلم أنه يلم
بها. واسأله عن الأشياء والنشاطات التي يتقنها. لأنه سيسرد في الكلام لا شعوريا
ويسترخي.. فهو لا يحتاج للتفكير بما يجب أن يقوله..
* أعطه الفرصة لكي يتحدث، وادفعه
للتعبير عن نفسه.
* احذر من أن تظهر له التململ
من ارتباكه أو تلعثمه في الكلام. أو السخرية عليه.
* تجنب القول له: (لا
تستحي – لماذا احمر وجهك أو تتعرق) لأنه سيزداد حساسية وخجلا.
* امدحه عند كل فرصة
لتعزيز ثقته بنفسه..
* ابتسم واغمره بمشاعر
الحب والتقبل والإعجاب..
* ومهم جدا جدا محاولتك
لأن تستمع إلى ما هو غير لفظي عنده.
كيف تواجه شعورك بالخجل؟؟
أولاً: عليك أن تتذكر سماتك الشخصية
الإيجابية التي تملكها.
فلكل منا جوانب إيجابية ونقاط قوة يعلمها عن
نفسه (أخلاقية ونفسية. ومعارف وقدرات عقلية. ونجاحات حققها في حياته. ومهارات
اجتماعية. وصفات شخصية متعلقة بالشكل والمظهر والأناقة. وغيرها من السمات التي يجب
أن يفتخر بها وتعزز ثقته بنفسه.
لذلك ابدأ بخطوات واثقة لتتخلص من خجلك في أي
موقف.
ثانياً: قبل خروجك من البيت. أو دخولك لمكان
ما. أو لقاء عليك التحضير الجيد لهذا النشاط. من حيث هدفك منه. ما تود قوله؟ كيف
سيبدأ اللقاء؟ اجمع المعلومات الكافية حول الموضوع الذي ستبحثه. أو تتحدث به.
ثالثاً: الاهتمام بمظهرك وأناقتك...الخ.
رابعاً: استنشق نفس عميق ثم أخرجه بنفير هادئ
طويل حتى تشعر بالاسترخاء.
خامساً: تحاور مع نفسك قائلا: أنا واثق بنفسي
أفتخر بأخلاقي. بمعاملتي الطيبة. بحب الناس لي.. وأثق بمعلوماتي.. وخبراتي..
سادساً: لا تنتظر الطرف الآخر حتى يبدأ
الحوار. ويقود زمام الأمور. فترقب المجهول. والخوف من عدم القدرة على الرد عليه. أو
أن يطرح سؤال لم تكن تتوقعه. أو موضوع لا تعرف عنه شيء. هذا الانتظار والترقب
سيربكك. ويزيد من خجلك وتوترك.
كن أنت المبادر بالكلام: عرف عن نفسك. مثلا: (أنا
هشام- مدير في مؤسسة__ أو طالب في جامعة__ أو مدرس في ___ ..الخ) فهي معلومات لا
تحتاج منك لجهد أو تفكير.. وليست قابلة للخطأ أو الصواب.. كما أن هذا الحوار
الذاتي بالصوت العالي يزيد من ثقتك بنفسك.
ثم افتتح حوارك مع الطرف الآخر بأسئلة
التعارف والتي لا تحتاج لتمعن أو صياغة مربكة..
فالبدايات البسيطة والتلقائية تساعد على كسر
الحواجز والاطمئنان والراحة. والتكيف مع الموقف والتقرب من الآخرين.
ثامناً: حافظ
على ابتسامتك اللطيفة. فهي تساعدك على الاسترخاء والتخفيف من التوتر. وتجعلك أكثر توددا
وتقبلا من الآخرين. فالابتسامة رسول العلاقات الإيجابية. والمشاعر الصافية.
إذا كنت في جمع غفير فماذا تفعل؟
إذا كنت في
جمع غفير. فيمكنك المشاركة بضيافة الحاضرين كالمبادرة بتقديم العصير مثلا. فهذا
يساعدك على التعرف عليهم بشكل فردي وبلطف وانسيابية. أو إذا كنت بمحاضرة فيمكنك
المساهمة في توزيع الأوراق....
أما إذا كنت
تتحدث وشعرت بأنك تكاد أن ترتبك. فتدارك الموقف وحاول أن تستعيد صورة لعمل نجحت
فيه وكنت أثناءه ممتلئ بالثقة... وتصور نفسك بنفس الموقف واستحضر ذاك الشعور
الرائع والمتمكن.
أما إذا وجدت
أن نظرات الحاضرين تربكك!! فتوجه إليهم برأسك وكأنك تنظر إليهم. ولكن ضع صورة
ذهنية ثانية خيالية أمامك تعطيك الثقة. ولا تحاول أن تقرأ نظراتهم. واحذر أن تشعرهم
أنك تبعد نظرك عنهم..
تدرب تدريجياً:
ابدأ هذه
الخطوات مع الأصدقاء والأقارب وفي المواقف البسيطة والجموع الصغيرة. وتدرب شيئا
فشيئا على كسر حاجز الخجل لديك. لأن البدايات هي الأكثر صعوبة ثم يصبح الأمر
تلقائي وبسيط واعتيادي بالنسبة لك. وستجد نفسك ناجحا في مختلف المواقف بإذن الله.
* والأهم من
هذا كله. استعن بالله وتوكل عليه. واعلم أنه لا حول ولا قوة إلا بالله. فتوكل على
القوي المعز العليم.
وأخيرا!!!
كن واثقا
بنفسك. ولا تتحسس من أي خطأ قد تقع به. فالكمال لله. وكل إنسان لديه أخطاء ونقاط
ضعف وعثرات. لا تركز عليها. وتأكد أن الآخرين أيضا قد لا يلاحظونها. وأنهم قد يكون
لديهم نفس مشاعرك. ويعانون من الخجل والارتباك.
تقبل نفسك
كما أنت وتقبل الآخرين كما هم.
تقبل أخطاءهم
وعثراتهم برحابة صدر ودون سخرية أو انتقاد. كي يتقبلونك بحب واحترام وفخر.
كن واثقا
بنفسك. يثق الآخرون بك.
سمات وشخصيات
بقلم: هبة القهوجي
هل ترغب بتطوير مهاراتك في التواصل الاجتماعي، وتطوير الذات؟
يمكنكِ طلب استشارة مباشرة مع الأستاذة " هبة القهوجي "
من خلال اتصل بنا
أو الاتصال عبر WhatsApp
لمعرفة تفاصيل حول كيفية حجز وتثبيت الاستشارة، وطريقة الدفع اضغط هنا
احصل على كتب وإصدارات الكاتبة والمؤلفة: هبة القهوجي
من خلال اتصل بنا.
أو الاتصال عبر WhatsApp
أو زيارة قسم " كتب وإصدارات" والتعرف على وكلاء التوزيع
إقرأ أيضاً:
- كتاب للمتواصلين مع درب التبانة