'شخصية العنيد',

أنا لست عنيد! ولكني دائماً على حق!

تحدث معي بصراحة، ولكن لا تحاول أن تقنعني بأني مخطئ!

ربما كلامك صحيح، ولكن لن أقتنع منك أبداً!

ترى.. لماذا يصفني الجميع بأني شخص عنيد؟؟

شخصية العنيد

يحكى أن رجلا كان في بلاط الملك. فسأله الملك: بماذا نقطع البطيخ؟ فرد الرجل وقال: بالمقص.

فتعجب منه الملك وقال له: كيف ذلك؟ أدرك الرجل أنه أخطأ. ولكنه كان عنيدا جدا لا يتراجع عن كلامه.

أمر الملك بإحضار قدر من ماء وأمر بتغميس رأس الرجل فيه لعله يتراجع. وفعلا كاد الرجل أن يموت فأخرجوا رأسه. وأعاد الملك السؤال عليه. بماذا نقطع البطيخ. فرد الرجل: بالمقص.

واستمر الأمر بين الملك والرجل. حتى مات الرجل ورأسه تحت الماء. وهو يشير بيده على شكل مقص...

لما كل هذا الإصرار من العنيد؟

- لأنه يرفض الاعتراف بخطئه.

- يكون عقله مغلقاً. وفي رأسه الكثير من الأفكار المسبقة والثابتة. وأحيانا يتحدث لوحده.

- ولا يريد أن يتعلم شيئاً من الآخرين.

- العنيد يخسر الكثير من الفرص بسبب رفضه المباشر لكل ما يطرح عليه. وهو لا يتعلم إلا من تجاربه القاسية. لأنه لا يقبل النصح.

- وكثيرا ما نجد أن العنيد وحيد أو علاقاته الاجتماعية محدودة. لأنه يرهق من حوله بجموده وصعوبة التواصل والتفاهم معه. فينصرفون عنه بسرعة. أو يتجنبونه مهما حملوا له من مشاعر ود.

كيف تتعامل مع العنيد؟

حاول ألا تفرض على العنيد فكرة أو تلزمه بأمر يقوم به لأنه سيرفضه مباشرة.

- اعرض فكرتك. أو اطرح رأيك. ثم قل له: هذا رأيي. ولك القرار.

- إذا طلبت منه شيء. فاترك له مساحة كافية من الوقت لتنفيذه متى يريد. لأنه سيرفض محاصرته في الوقت. حتى لو كان لديه فراغ كبير سيقول: ليس الآن أنا مشغول!

- وإذا دخلت في حوار مغلق مع العنيد، فلا تلعب وحيداً ضده. وحاول إدخال أو إشراك مجموعة من المتحاورين أو الأصدقاء معك. للضغط عليه.

إن العنيد لا يملك إلا فكرة واحدة في رأسه... ولكن قد يكون لديه الأسباب الموجبة والمبررة لتشبثه بها. ولمعرفة هذه الأسباب، حاول التقرب منه، والتحدث إليه بشكل منفرد.

وأخيراً:

في أي حال من الأحوال!! حاول إبرام عقد وفاق مرحلي، مع من تجد أنه عنيد جدا.

عزيزي العنيد.

لا تتشبث بفكرة أو رأي أو معلومة. فتكون كمن يحمل صخرة على ظهره لا يتركها أبدا. تثقل ظهره. وتبقي نظره للأرض.. تعيقه في حركته. وتمنعه من القيام بالكثير من الأعمال والنشاطات. والانجازات. بسبب تمسكه بها. فيجد نفسه مضى العمر وهو واقف في مكانه محني الظهر.. لم يرى سوى قدميه..