الخيانة هي أبشع أشكال السادية العاطفية اتجاه شريك الحياة. فهل هناك أي مبرر لها؟ وهل من الممكن أن تكون طريقة سوية لحماية من نحب؟
السادية العاطفية
عمر وسارة خطيبان يحبان بعض كثيرا. يظهر مع عمر مرض السرطان. وحالته خطيرة جدا. يقرر عمر ترك سارة لأنه لا يريد أن تحزن من أجله. وتتعذب معه.
يتهرب منها. تشاهده مع صديقته. وتظن أنها حبيبته. مع أنها طبيبته. يتعمد عمر تثبيت فكرة خيانته لتبتعد عنه سارة.
مشهد متكرر.
قصة حب سعيد. وغرام مجنون. عصفوران هائمان. وفجأة!
أحد العاشقين يقرر إنهاء العلاقة. ولا يجد طريقة تقطع أوصال الحب بالضربة القاضية سوى مشهد خيانة وغدر. ويصارح الحبيب المسكين بأنه لا يحبه. ويتعمد الظهور مع الحب الجديد أمام الحبيب ليراه وهو يخونه. ليكرهه ويصدم ويبتعد بلا رجعة.
والحجة... قراره التضحية من أجل الحبيب. فهو مريض ومرضه خطير وسيموت. أو أن ظروفه صعبة ولا يستطيع أن يستمر ليكملان الطريق معا.
هو يتعمد أن يتصرف هكذا لينساه حبيبه ويكرهه ولا يتعذب مستقبلا من أجله.
إنه يتمثل التضحية من أجل سعادة حبيبه.
قرار شخصي ذاتي اختاره طرف مستقل، لعلاقة ذات طرفين
ليقنع نفسه أنه يضحي من أجل الحبيب فيرضي ضميره.
والواقع أنها " سادية عاطفية، يعذب بها الآخر ويريح نفسه من العذاب. ويختار أبسط الطرق للهروب وضميره مرتاح، مقنعا نفسه أنه المسكين المضحي.
إن جرح الخيانة والغدر أقصى بكثير من الصراحة والمواجهة بظروفنا وواقعنا.
والأصعب من هذا! أن عذاب ضمير الحبيب المخدوع ستتضاعف عندما يعرف الحقيقة، ويتملكه شعور بالذنب لأنه ظلم حبيبه المريض أو الفقير. فيزداد جرحه جرح وسوط يضرب به نفسه.
ويكون الجلاد ذاك العاشق الذي قرر الانسحاب السادي والنجاة من عذابات قد يتعرض لها هو شخصيا.
هو أسلوب جبان وضعيف يمتطيه البعض وكأنه فارس اختار التضحية المزعومة من أجل سعادة الشريك.
والحقيقة أنه عذبه مرتين وشوه قصة حلوة كان ممكن أن تستمر بقرار مسؤول من طرفين يختاران حمل أعباء الحياة والظروف والمخاطر سويا.
أو يتحمل الطرفان مسؤولية القرار وعذاب الفراق.
الصراحة والوضوح والشجاعة هي الأسلوب الذي يتبعه فرسان الحب الحقيقي.
وحتى لو كان أحد الطرفين مريض وسيموت فلما لا يموت على صدر حبيبه. ويعيش أجمل آخر لحظات حياته معه. فيبقى صورة وذكرى طاهرة حلوة. بدل أن يشوه نفسه ويعذب حبيبه.
بقلم: هبة القهوجي
13- آذار- 2015م
احصل على كتب وإصدارات الكاتبة والمؤلفة: هبة القهوجي
من خلال الاتصال بنا
أو زيارة قسم " كتب وإصدارات" والتعرف على وكلاء التوزيع
إقرأ أيضاً:
- كتاب الشباب والزواج الاختيار وتحقيق السعادة