'المراهقة أزمة آباء',

هل أزمة المراهقة التي تعصف بالأسرة تنبع من الأبناء المراهقين؟ أم هي أزمة آباء؟ أم هي أزمة مشتركة لدى الأبناء والآباء؟

المراهقة أزمة آباء


المراهقة أزمة آباء!


هل تعلم عزيزي الأب وعزيزتي الأم. أنكما قد تكونان بطلان مؤثران ولاعبان أساسيان في أزمة مراهقة الأبناء والتي تشكوان منها؟

وأن بلوغ الابن أو البنت " 11- 20 سنة" وتمرده وعدوانيته، ورغبته في إثبات ذاته.... الخ. ليس هو فقط السبب في التوترات والصراعات التي تعصف بالحياة الأسرية؟


 

إن المراهقة ليست فقط مشكلة الأولاد فحسب بل هي أيضا مشكلة الأهل، لاسيما في المجتمعات المتمدنة!

ولكن كيف؟

لقد بلغ الآباء الأربعينات حيث أزمة منتصف العمر، إنهم في مرحلة تأمل ومراجعة حسابات، فالنصف الأجمل من الحياة قد ولى بسرعة، وهاهم الآن في مواجهة إحباطاتهم الوجودية ومشاكلهم الحياتية.

 

وفي هذه المرحلة الحرجة من حياة الأبوين، والتي يصارعان فيها الزمن. تجد الأم أن ابنتها بدأت تنمو وتتألق صبا وأنوثة، وتلتفت الأنظار إليها في كل مناسبة لتنافس أمها التي كانت تتربع على عرش الأنوثة في البيت والمجتمع المحيط بها.

وكذلك يشعر الأب أن ابنه ينافسه برجولته وفتوته وكأنه سرق منه زمانه وأيامه، لقد كان الرجل الوحيد وبيده كل السلطات دون منازع والآن أصبح هناك رجل آخر يصارع لإثبات مكانته ونفوذه في البيت.

 

وفي بعض الأحيان تتطور هذه الهواجس إلى شعور بالغيرة، كغيرة الأب من ابنه، فالأم أصبحت تدلله وتعتمد عليه في بعض المواقف التي كانت تلجأ فيها إلى الأب. والأم تغار من ابنتها التي أصبحت محور اهتمام أبيها وتدليله.

 

بالإضافة إلى ذلك وبشكل مفاجئ، تظهر تغييرات جديدة، في البيت، فبعدما كانت كلمة الوالدين مسموعة في طفولة أبنائهم، أصبحوا الآن في مواجهة من يعاندهم ويناقشهم ويعاملهم معاملة الند للند.

 

لقد أصبحوا شديدي الحساسية لأي خروج لولدهم عن مفاهيمهم وأحلامهم التي يريدون تحقيقها من خلاله، (بشكل شعوري أو لا شعوري) بعدما تعذر عليهم تحقيقها بأنفسهم، فالأم التي كانت ترغب في تعلم الموسيقى، تصر على أبنائها لتعلم العزف على آلة موسيقية. والأب الذي كان يحلم أن يكون مهندساً وتعذر عليه ذلك، يضغط على ابنه ليدرس الهندسة، وإن لم يكن هذا مناسب لطبعه أو كفاءته.

 

أو أنهم يريدون أن يجعلوا منه نموذجا مكملا لهم فالأب الطبيب يطمح إلى أن يكون أولاده أطباء والمدرس يريد أن يكون ابنه مدرس... وهكذا إنهم يعتبرون نجاح الابن نجاحهم، وفشله فشلهم. كل هذا يؤدي إلى نشوء صراع وأزمة مشتركة لدى الطرفين.

 

لذلك علينا كآباء وأمهات. ألا نعتبر أبناءنا أنداد لنا ينافسوننا على مكانتنا. ويأخذون منا أيامنا.

أو نتعامل معهم على أنهم نموذج عنا نستطيع تشكيله كما نشاء، نضيف عليه كل ما نرغب إضافته من تفاصيل عجزنا عن تحقيقها في حياتنا. أو نسخة مشابهة نعتبرها استمرار لنا ولذكرانا.

 

بل ننظر لأبنائنا شباب وصبايا. على أنهم متميزين مستقلين بشخصياتهم ورغباتهم. ونقنع أنفسنا بأنهم أصبحوا أصدقاء درب. نشاركهم فتوتهم وحيويتهم. ونشاطهم وعنفوانهم. نجدد بهم شبابنا. ونرفدهم بخبرتنا وتجاربنا. ونتجاوز معهم هذه المرحلة بسلام وسعادة.

 

دراسة لمرحلة المراهقة والمراهق.

من رسالة ماجستير. تفعيل التواصل الاجتماعي بين الآباء والمراهقين. جامعة دمشق.

                إعداد: هبة القهوجي

احصل على كتب وإصدارات الكاتبة والمؤلفة: هبة القهوجي

من خلال الاتصال بنا

أو زيارة قسم " كتب وإصدارات" والتعرف على وكلاء التوزيع

 

 

إقرأ أيضاً:

تلبية حاجات الطفل

كتاب للآباء المتفهمين والمراهقين المختلفين

- كتاب للمتحدين أنفسهم


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-