'مقدمة كتاب: للمستفيدين من الغزو التكنولوجي',
أحاديث كثيرة للنبي صلى
الله عليه وسلم أخبرت عن التكنولوجيا الحديثة وبعض آثارها السلبية والإيجابية،
تعرف عليها من خلال
مقدمة كتاب: " للمستفيدين من الغزو التكنولوجي"
من سلسلة: " لمن سترفع القبعة؟ "
تأليف: هبة القهوه جي
" 255 صفحة"، قطع صغير "
21 * 14"
دار المعراج دمشق - سوريا.
صدر عام 2018م بفضل الله تعالى
الحقوق الفكرية محفوظة للمؤلفة، لدى مديرية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة بموجب وثيقة الإيداع رقم: 3717.
مقدمة كتاب: " للمستفيدين من الغزو التكنولوجي"
قال رسول الله صلَّى
الله عليه وسلم: (لا تقوم السّاعة حتى تروا أموراً عظاماً لم تكونوا ترونها، ولا
تحدّثون بها أنفسكم) [رواه أحمد]. وفي رواية (فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله تعالى،
واعلموا أنَّها أوائل الساعة).
تُرى هل تشمل الأمور
العظام التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه التقنيات الحديثة مثل:
الأجهزة الرقمية، ووسائل التواصل والإعلام المعاصرة؟
في مقال للأستاذ "
فراس نور الحق" مدير موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنَّة،
ذكر أنَّه نشر في موقع CNN الإخباري خبراً عن فستان مصنَّفاً تحت
تسمية " M-Dress"
وهو فستان حريري يعمل في نفس الوقت كهاتف "محمول" من تصميم
وصنع "CuteCircuit" البريطانية. ووفق
الشركة فإنَّ الفستان يعمل بشريحة إلكترونية، وعندما يَرِنُّ الفستان، كل ما عليك
هو رفع اليد باتجاه الرأس للإجابة على الاتصال.
صهر موضة المستقبل
بالتكنولوجيا أصبح أمراً أكثر شيوعاً وسط صناعة الأزياء مؤخراً، حيث نرى ازدياد
عدد المصممين الَّذين يدمجون بين الإلكترونيات والثياب. وتقول " جين ما
كان" مديرة قسم الثِّياب الذَّكية والتكنولوجيا القابلة للارتداء في جامعة "ويلز":
إنَّ صانعي الملابس والصناعات الإلكترونية يتعاونون بشكل غير مسبوق في هذا المجال،
واصفة هذا التطور بأنَّه "ثورة صناعية جديدة" وتتوقع المسؤولة
إنَّه في غضون السنوات العشر المقبلة، ربَّما سيكون هناك ملابس مجهَّزة بمعدات
تساعدك في حال أضَعتَ طريقك، أو قد تُبلِغ الفرد الَّذي يرتديها بمدى لياقته أو
لياقتها الجسدية، وفق ما قالته لشبكة CNN.
وقد طوَّرت الصناعات
الرياضية أيضاً أحذية مجهَّزة بمقياس مسافة السير، وألبسة بداخلها أجهزة
تحكُّم لمشغِّل " iPod". وجميعها اختراعات لم يكن أحد ليتخيلها في السنوات السابقة.
عن أبي سعيد الخدري رضي
الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:<<والَّذي نفسي بيده، لا
تقوم السّاعة: حتى تكلم السِباع الإنس، وحتى: تكلم الرجل عذب سوطه وشراك نعله،
وتخبره فخذه بما أحدث أهله بعده>> رواه الإمام أحمد وأخرجه الترمذي ومسلم.
ولقد حدث ما أخبر به
النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أن يُحَدِّث الإنسان ثيابه، وأشار إليها بـ (شراك
نعله)، وفي تتمَّة الحديث النبوي: وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه بما صنعه أهله) وعذبة
السوط طرف السوط، والمعنى: أنَّه يكون في آخر الزمان شيء يُجعل في السوط أو في
العصا أو نحو ذلك يترتب عليه حفظ كلام الأهل، كالمُسَجِّلات الموجودة الآن، والتي
بلغت من الصغر بحيث توضع في الجيب أو كالساعة في اليد تُحفظ فيها الأصوات وكل شيء.
وإذا جُعِل المُسَجِّل في أي مكان في البيت عند أهل المرء سجَّل عليهم كل ما
يقولون.
وفي حديث آخر، عن عبد
الله بن عمرو رضي الله عنهما، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من اقتراب
الساعة، أن تُرفع الأشرار وتُوضع الأخيار، ويُفتح القول، ويَخزن العمل ...) رواه
الحاكم وصححه الذهبي. وقد رأى أهل العلم أنَّ (فتح القول) ظاهر في أجهزة الاتصالات
والإعلام، والتخزين هنا قد يُفسَّر بالتسجيلات والأستوديوهات التي تُخزِّن الأصوات
وتحفظها.
وعن كعب الأحبار مرسلاً:
أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يأتي في آخر الزمان أصحاب الألواح؛
يزينون الحديث بالكذب تزيين الذهب بالجوهر). رواه نعيم بن حماد في الفتن.
ووصف الألواح ينطبق على
الشاشات، والأجهزة الذكية المحمولة والأجهزة اللوحية، وأمثلة تزيين الحديث بالكذب
كثيرة: منها الأفلام والمسلسلات، وأفلام الكرتون، والدبلجة، وتركيب أصوات على صور،
أو صور على صور، ومنها فيديوهات الكليب، ومنها الإعلانات، ومنها تبطيء الصورة أو
تسريعها أو قلبها أو تطبيق الصور وتحريفها وغير ذلك، وكل ما هو مخالف للواقع على
الأرض ففي بعضه شيء من الكذب. ولا يمكن تجاهل حجم الكذب والمعلومات المغلوطة التي
سهلت انتشارها وسائل الإعلام والتواصل، والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
كما وفَّرت وسائل
التواصل والإعلام الحديثة والإنترنت، تقاربا بين الناس في الزمان والمكان، وجعلت
العالم كأنَّه سوق صغيرة حتى يعلم أهل المشرق الأخبار والأسعار لدى أهل المغرب في
وقت قريب، والعكس. عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، وتتقارب الأسواق..، وتزوى الأرض زيّاً).
رواه الطبراني.
وفي حديث آخر ذكر النبي
صلى الله عليه وسلم وصف غريب ينطبق على وسائل التواصل الاجتماعي، فعن ابن مسعود
رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أعلام الساعة وأشراطها، أن
تواصل الأطباق، وأن تقطع الأرحام). رواه الطبراني. ويُقصَد بتواصل الأطباق، أي
التواصل بين المتباعدين أو الغرباء، ويدخل فيه التواصل عبر شبكات التواصل
الاجتماعي وغيرها، فتجد تواصل وصداقات وعلاقات عن بُعد مع أناس لا نعرفهم ولم
نراهم وقد لا تجمعنا بهم حتى الصدفة، وفي المقابل بُعْد وجفاء مع أفراد الأسرة
داخل البيت الواحد، أو حتى الغرفة الواحدة.
الكثير الكثير من
الأدوار والوظائف قامت بها التكنولوجيا الحديثة في حياتنا، منها ما هو سلبي، ومنها
ما هو إيجابي، وفيه خير كثير للإنسانية، فقد ساهمت هذه الوسائل والتقنيات في
انتشار العلم والمعرفة، وهي أداة جبارة تنقل لنا علوم وخبرات وثقافات مختلف
الشعوب، بالمجان وبسهولة منقطعة النظير، مما دفع الدُعاة وأهل العلم إلى تسخيرها
في نشر الدين في كل أنحاء العالم. اختراعات وابتكارات أشار إلى أثرها النبي صلى
الله عليه وسلم في حديثه عن تميم الداري رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه
وسلم قال: (ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنَّهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا
وبر إلا أدخله الله هذا الدين) رواه أحمد وغيره. ألم يدخل الإسلام كل بيت بفضل
الفضائيات والإنترنت والأجهزة الذكية؟
هذه التقنيات العجيبة
التي غزت حياتنا، وتحكَّمت بسلوكنا وقيمنا ومشاعرنا، أصبحت جزءاً لا يتجزأ منّا،
فنحن قد ننسى موعد مهم في العمل ولا ننسى تصفح حسابنا على " الفيسبوك"
مثلاً، وقد يفوتك تفقد مفاتيح بيتك، ولكن مستحيل أن تخرج من البيت قبل أن تتأكد من
أنَّك قد حملت معك هاتفك المحمول أو مُسجِّلك الرقمي...
وكثيراً ما ننسى
عباداتنا اليومية كالصلاة، ولكن هل سبق أن نسيت موعد لعبتك الرقمية عبر
الإنترنت؟؟؟
المخدرات الرقمية
والموسيقى الصاخبة والألعاب الرقمية، والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والمجتمع
الافتراضي، بالإضافة إلى الأجهزة الذكية واللوحية، هي موضوعات كتابنا هذا. سنتحدث
فيه عن خصائصها، وآثارها السلبية علينا وعلى أبنائنا أطفال ومراهقين، وكيف أثَّرت
على مجتمعاتنا، وما هي النواحي الإيجابية لهذه التكنولوجيا وكيف نستفيد منها،
ونُسَخِّرها لخدمتنا، بحيث تكون أداة لتطوير ذواتنا. وحجة لنا وليست علينا. فنحن
مسؤولون عن كيفية استخدامنا لهذه التكنولوجيا، وما نأخذه منها، وكيف نتفاعل معها.
وقد ورد في الحديث
القدسي لله تعالى: (أبث العلم في آخر الزمان حتى يعلمه الرجل والمرأة، والعبد
والحر، والصغير والكبير، فإذا فعلت ذلك أخذتهم بحقي عليهم) أخرجه الدارمي في
مسنده.
استراتيجياتنا:
- الوعي واليقظة عند
استخدام هذه الوسائل والتقنيات.
- تحمل المسؤولية.
- تحديد الهدف من
استخدامنا لها.
- إدارة ذواتنا.
- الجدية في تجنب
استخداماتها السلبية.
- إدارة الوقت وتنظيمه.
شعارنا:
التكنولوجيا وسيلة
للتنمية... وليست مجرد أداة للتسلية.
12- 6- 2017م، الموافق: 17 رمضان 1438 ه.
سلسلة لمن سترفع القبعة متوفرة في سورية وتركيا وجميع الدول العربية.
ويمكنك طلب كتاب: "للمستفيدين من الغزو التكنولوجي" Online من خلال:
- صفحات
- مؤسسة سندباد التعليمية (السويد)